القائمة الرئيسية

الصفحات

بحث في | الثقافة الإسلامية أركـــــــــان الإيمـــــان (الايـــمان بالله)

 





 

 



الثقافة الإسلامية

أركـــــــــان الإيمـــــان

(الايـــمان بالله)

 


 

تعريف الإيمان

الإيمان هو التصديق والاطمئنان، وهو من مادة أمن في اللغة، والتي توسعت فيها كتب اللغة توسعا يشبع فهم الباحث. وفي الاصطلاح الشرعي فهو الإيمان بالله، والإيمان بملائكته، والإيمان بكتبه. والإيمان برسله، والإيمان باليوم الآخر، والإيمان بالقدر خيره وشره.[1] فهذه الأمور الستة هي التي عليها مدار النفس وتفكيرها، في حاضرها ومستقبل أمرها، في شؤون الحياة الدنيا، وما يصلح الأموال فيها، وفي المستقبل المنتظر حدوثه في هذه الحياة الدنيا، أو ما يحصل بعد الموت وعند البعث والنشور. كي يكون الإنسان مسلما عليه أن يؤمن بأركان الإيمان الستة والتي عرفها الإسلام.وذلك نجده في سورة البقرة آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِير 

ولما سئل النبي محمد عن معنى الإيمان قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره. (رواه مسلم والبخاري[2]).

 

 

من أركـــــــان الإيمان

الإيمان بالله

 

هو الاعتقاد الجازم بوجود الله رباً وإلهاً ومعبوداً واحداً لا شريك له، والإيمان بأسمائه وصفاته التي وردت في القرآن وصحيح السنة النبوية من غير تحريف لمعانيها أو تشبيه لها بصفات خلقه أو تكييف أو تعطيل. نجد أن الإيمان بالله يكون من خلال التدبر في الكون والنفس، وتُرشد الآيات وتُعرّف ضرورة الإيمان بالله، وتبرهن برهانًا محكمًا وقاطعًا على وحدة الخالق.  سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ 

شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا﴾ [25:2] أما في السنة فيدل عليه حديث جبريل وسؤاله للنبي عن أركان الإيمان فقال: {الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره}، رواه مسلم.

 

أقسام الإيمان بالله

ماذا يتضمّن الإيمان بالله تعالى؟

 يتضمّن الإيمان بالله تعالى وجوب الإيمان وتحقيق عدّة أمور، فيما يأتي بيانها:

الإيمان بوجود الله تعالى

الإيمان بوجود الله تعالى وبأنّه لم يلد ولم يولد وليس له موجد سبحانه وتعالى، هو أحد أركان الإيمان بالله، والدلالة عليه تكون من وجوه عديدة، فالفطرة تدلّ على وجوده سبحانه وقد أخبر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ الإنسان أوّل ما يولد تكون فطرته متوجّهة للإقرار بوجود الله ولكنّ الأهل يقومون بزرع عقائدهم في عقله عندما يكبر، كما أنّ العقل يدلّ على وجود الله فمن المستحيل أنّ هذه المخلوقات قد وجدت مصادفة وفقً لهذا النظام العجيب والتناسق البديع، فقد قال تعالى: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ}

كما أنّ الشرع يدلّ على وجود الله فالقرآن الكريم وبقيّة الكتب السماوية جاءت لتحقيق مصالح العباد وفيها الرشاد والهداية، وهذا يدل أنّ من أنزله هو الله تعالى العليم بما يُصلح أمر عباده ومخلوقاته، والحس كذلك يدلّ على وجود الله من خلال ما يُشاهده العبد ويُعاينه من إجابة الدعوات وإغاثة الملهوفين والمضطرين وما حصل من معجزات على أيدي الرسل والأنبياء الكرام.[

الإيمان بوحدانية الله تعالى

الإيمان بوحدانية الله تعالى أو الإيمان بألوهيته سبحانه ويُسمّى أيضًا بتوحيد العبادة أو التوحيد العملي، ويعني الاعتقاد الجازم بأنّ الله تعالى هو وحده الذي يستحق أن تُصرف جميع أنواع العبادات له، ولا يُشاركه في هذا أحدٌ سواه، أي أنّه لا معبود بحق سوى الله تعالى، وهذه هي دعوة الرسل -عليهم السلام- فقد قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}، فأقوام الرسل كانوا مقرّين بربوبية الله تعالى ولكنّهم أشركوا معه غيره في العبادة تعالى الله عن ذلك.

الإيمان بربوبية الله تعالى
الإيمان بربوبية الله تعالى يعني الاعتقاد الجازم بأنّ الله تعالى هو رب كل شيء ومليكه، وبأنّه هو الخالق والرازق والذي يحيي ويميت، وله القدرة المطلقة على التصرّف في هذا الكون وفقًا لمشيئته، وليس لأحد أن يُشاركه في هذا،[١٢] والدليل على هذا القسم من أقسام الإيمان بالله قول الله تعالى: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}.

 

 

 

الإيمان بأسماء الله تعالى

الإيمان بأسماء الله تعالى يعني إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه من الأسماء الحسنى في كتابه الكريم أو في سنّة نبيّه صلّى الله عليه وسلّم، ويكون هذا الإثبات على الوجه اللائق بهذه الأسماء من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، ومن الأدلة على وجوب الإيمان بأسماء الله الحسنى، قول الله تعالى: {وَلِلهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
الإيمان بصفات الله تعالى
الإيمان بصفات الله تعالى يعني إثبات صفات الجلال والكمال التي أثبتها سبحانه لنفسه في القرآن الكريم أو في السنّة النبوية، مع عدم التحريف أو التعطيل أو التمثيل أو التكييف في هذه الصفات، والدليل على هذا القسم من الإيمان قول الله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}،[١٧] فصفات الله تعالى لا تُماثل ولا تشابه صفات المخلوقين في شيء

ثمرات الإيمان بالله

حصول الهداية والأمن التام للعبد، حيث قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ}.[٢٢] طاعة الله تعالى من خلال تنفيذ أمره، حيث أمر بالإيمان به بقوله: {قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ}.[٢٣] الاستخلاف في الأرض والتمكين والعزّة، والدليل قول الله تعالى: {وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ}.[٢٤] الفوز بالجنة والنجاة من النار، حيث قال تعالى: {إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ}.[٢٥] تحصيل الحياة الطيبة الغنيّة بكل ما هو طيّب، والدليل قوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً}.[٢٦] نزول الخير والبركة على المجتمع المؤمن، حيث قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ}.[٢٧] اطمئنان القلب واهتدائه للخير، قال تعالى: {وَمَن يُؤْمِن بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ}.[٢٨] زيادة التقوى ورسوخ الاعتقاد الصحيح، حيث قال تعالى: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ}.[٢٩] الفوز بولاية الله سبحانه، قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ}.[٣٠] السلامة من الخسارة، والدليل في سورة العصر حيث قال تعالى: {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}.[٣١] نوال شرف دفاع الله تعالى عن أهل الإيمان: {إِنَّ اللهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا}.[٣٢] تكفير السيئات وإصلاح الحال، حيث قال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۙ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ}.[٣٣] تحقيق الرفعة وعلو الدرجات، قال تعالى: {يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}.[٣٤]



 اضغط الرابط أدناه لتحميل البحث كامل ومنسق جاهز للطباعة 



تعليقات